pingidea.net
٨ السؤال: ما حكم الصلاة الواجبة علي المقاعد المتعارفة في المساجد والمراقد المقدسة بالنسبة الى الذي يكون حكمه الجلوس؟ او هل يصدق على الجالس على هذه الكراسي انه جالس؟ الجواب: اذا لم يتمكن المصلي من السجود صلي قائماً وأومأ للسجود كذلك او جلس ـ عند السجود ـ علي الكرسي ووضع جبهته علي ما يصح السجود عليه فوق الطاولة امامه. لإدلاء سؤال جديد اضغط هنا
الوقفة الثانية: أحوال الصلاة على الكراسي بالنظر إلى المصلين على الكراسي؛ فيمكن أن نجعلهم على أربعة أحوال: الحال الأولى: أن يكون عاجزاً عن القيام بالكليّة مع عدم القدرة على الإتيان بالركوع والسجود على هيئتهما. الحكم: يصلي جالساً طيلة صلاته، سواء على الأرض أو على الكرسي، لقوله صلى الله عليه وسلم: "صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً" رواه البخاري. ويومئ بالركوع والسجود، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه. والسنة أن يجعل يديه على ركبتيه في حال الركوع، أما في حال السجود فالواجب أن يجعلهما على الأرض إن استطاع، فإن لم يستطع جعلهما على ركبتيه. الحال الثانية: أن يكون قادراً على بعض القيام بلا مشقة أو تسبب في زيادة المرض. الحكم: يصلي قائماً حسب استطاعته، فإذا شقّ عليه جلس، قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ، وقال الفقهاء: لا يترك الميسور من أجل المعسور، والمعنى أن المسلم إذا قدر على بعض الواجب وعجز عن بعضه؛ فيأتي بما يقدر عليه. ولو لم يقدر إلا على تكبيرة الإحرام؛ وجب عليه أن يأتي بها قائما، ثم يجلس، ويقلُّ في واقع الناس أن يقع العجزُ عن الإتيان بتكبيرة الإحرام قائما. ثم يأتي بعد ذلك بالركوع على هيئته، وكذلك السجود على هيئته مع القدرة.
أعاننا الله على ذكره وشكره، وعافانا من العجز والكسل. اللهم ردنا إليك ردًّا جميلًا، اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت، إنه لا يُذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت، نستغفرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك، اللهم احمِ بلادنا وسائر بلاد الإسلام من الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم اجعله سلمًا لأوليائك، حربًا على أعدائك، اللهم ارفع راية السنة، واقمع راية البدعة، اللهم احقن دماء أهل الإسلام في كل مكان، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم أكثر أموال من حضر وأولادهم، وأطل على الخير أعمارهم، وأدخلهم الجنة. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلُّوا وسلِّموا على نبيكم صلى الله عليه وسلم.
ومن قدر على القيام وعجز عن الركوع أو السجود: لم يسقط عنه القيام ، ويصلي قائماً فيومئ بالركوع ، ثم يجلس فيومئ بالسجود ، وبهذا قال الشافعي … لقول الله تعالى: ( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( صل قائماً) ؛ ولأن القيام ركن لمن قدر عليه ، فلزمه الإتيان به كالقراءة ، والعجز عن غيره لا يقتضي سقوطه كما لو عجز عن القراءة. انتهى من "المغني" (1/444) باختصار. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: الواجب على من صلى جالسا على الأرض ، أو على الكرسي ، أن يجعل سجوده أخفض من ركوعه ، والسنة له أن يجعل يديه على ركبتيه في حال الركوع ، أما في حال السجود فالواجب أن يجعلهما على الأرض إن استطاع ، فإن لم يستطع جعلهما على ركبتيه ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: الجبهة - وأشار إلى أنفه - واليدين ، والركبتين ، وأطراف القدمين). ومن عجز عن ذلك وصلي على الكرسي فلا حرج في ذلك ، لقول الله سبحانه: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ) متفق على صحته. "
نيل الأوطار " ( 3 / 243). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الْمُصَلِّيَ إذَا عَجَزَ عَنْ بَعْضِ وَاجِبَاتِهَا كَالْقِيَامِ أَوْ الْقِرَاءَةِ أَوْ الرُّكُوعِ أَوْ السُّجُودِ أَوْ سَتْرِ الْعَوْرَةِ أَوْ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ سَقَطَ عَنْهُ مَا عَجَزَ عَنْهُ " انتهى من مجموع الفتاوى (8/437). وبناءً على ذلك: فإن من صلى الفريضة جالساً وهو قادر على القيام فصلاته باطلة. ثانياً: ومما ينبغي التنبه له: أنه إذا كان معذوراً في ترك القيام فلا يبيح له عذره هذا الجلوس على الكرسي لركوعه وسجوده. وإذا كان معذوراً في ترك الركوع والسجود على هيئتهما فلا يبيح له عذره هذا عدم القيام والجلوس على الكرسي. فالقاعدة في واجبات الصلاة: أن ما استطاع المصلي فعله ، وجب عليه فعله ، وما عجز عن فعله سقط عنه. فمن كان عاجزاً عن القيام جاز له الجلوس على الكرسي أثناء القيام ، ويأتي بالركوع والسجود على هيئتهما ، فإن استطاع القيام وشقَّ عليه الركوع والسجود: فيصلي قائماً ثم يجلس على الكرسي عند الركوع والسجود ، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه. انظر السؤال: ( 9307) ، ( 36738).
موقع توكيلات الجزيرة, 2024