pingidea.net
السؤال: أثناء تشاجري أنا والزوجة قلت لها: هذا ليس من خلق الإسلام، فردت علي: (هذا ليس من خلق........ ) حيث قالت كلمة جنسية قبيحة، بدلا من كلمة (الإسلام). الصورة للتوضيح فقط فهل قد وقع منها الكفر؟ وهل ينفسخ عقد الزواج في هذه الحالة، وهي لا تقصد الاستهزاء بالإسلام، وإنما المشاجرة، حيث من عادتها التكلم بكلمات بذيئة، ولا تضبط نفسها، فهي كثيرة الانفعال في كل الأحوال؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فما دامت زوجتك لم تقصد الاستخفاف بالدين، أو الاستهزاء بالإسلام، كما ذكرتَ، وإنما خرجت منها هذه اللفظة على عادتها من النطق بالكلام البذيء، فلا تكفر بمثل ذلك، وإن كانت تأثم على النطق بالكلام الفاحش، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يحب الفحش والتفحش. رواه البخاري ومسلم. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن الله ليبغض الفاحش البذيء. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وأبو داود وأحمد. وصححه الألباني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء. رواه الترمذي وأحمد، وصححه الألباني. وعلى أية حال، فقد ظهر لنا من خلال الأسئلة السابقة للسائل، أنه يعاني من وسواس شديد، كما وصف نفسه في فتوى سابقة، وهذا لا بد من مراعاته، والله اعلم.
الاستهزاء بالدين وأهله إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد: أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين، وعليكم بالجماعة، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار. أيها المؤمنون: لقد انتشر في أوساط كثير منا أمراض قاتلة ومعدية، وليس المقصود بالأمراض المعدية مرض السرطان، أو مرض الجمرة الخبيثة، وإنما هي أمراض تمس دينهم وعقيدتهم، وعلاقتهم بالله، ومن أخطر هذه الأمراض " الاستهزاء بالدين وأهله" ؛ فإنه والله الذي لا إله إلا هو عمل شنيع، وداء قاتل -والعياذ بالله-. إن الاستهزاء بالدين وأهله خلق ذميم، بل إنه صفة من صفات المنافقين، وقد توعد الله المنافقين وعيداً شديداً، وأرداهم في الدرك الأسفل من النار، فقال تعالى: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}[النساء: 145]. وأخبر أنه سيخرج ما في قلوبهم من الاستهزاء والكيد بالمسلين، فقال عز وجل: { قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ}[التوبة: 64] وفي غزوة تبوك يسطر لنا التاريخ قصتهم، واستهزاءهم بحفاظ كتاب الله من الصحابة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء.
فأهلكهم الله بالغرق { فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ} [الأعراف: 64]. وقصته مع قومه سطرها القرآن الكريم، وكيف أهلك الله من كفر به، ونجَّى من آمن به واتبعه، بل وفي القرآن سورة كاملة باسمه. وكذلك قوم شعيب لما سخروا منه ومن صلاته، فقالوا له كما أخبر الله عنهم: { قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87]. فكانت النتيجة أن أهلكهم الله ونجاه { فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ}[الأعراف: 91-92]. وكذلك أعداء نبينا محمد الذين استهزؤوا به، وسخروا منه، وكذبوه، وآذوه؛ فكانت النهاية أن أهلكهم الله، وقتلهم شر قتلة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – نور الله ضريحه – عن الذين استهزؤوء برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين: "والقصة في إهلاك الله واحداً واحداً من هؤلاء المستهزئين معروفة، فقد ذكرها أهل السير والتفاسير، وهم على ما قيل: نفر من رؤوس قريش مثل: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسودان ابن عبد المطلب، وابن عبد يغوث، والحارث بن قيس … وكسرى مزق كتاب رسول الله واستهزأ به فقتله الله بعد قليل؛ ومزق ملكه كل ممزق، ولم يبق للأكاسرة ملك، وهذا -والله أعلم- تحقيق لقوله تعالى: شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}[الكوثر: 3].
2 انظر روضة الطالبين (7/287) ط: دار الكتب العلمية بيروت – لبنان. 3 انظر الجامع الفريد صـ (283). 4 رواه البخاري ومسلم. 5 رواه البخاري (6137). 6 الصارم المسلول (164 – 165) ط: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان. و الحديث أخرجه البخاري.
وقد نص أهل العلم على هذا الناقض وبينوه وحذروا منه، كما نبه لذلك شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، وقال ان هذا الناقض للإسلام وغيره من النواقض "من أعظم ما يكون خطراً وأكثر ما يكون وقوعاً" فالواجب الحذر والتوقي.
وهي علامة وميزة ميز بها الرجل. وهناك أمثلة كثيرة جداً يطول حصرها. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا. عباد الله قلت ما سمعتم، واستغفروا الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الناس: إن عقوبة الله للمستهزئين حالَّة لا محالة، وغضبه واقع عليهم لا مفر لهم منه، قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[المجادلة: 20-21]. وإليكم -يا عباد الله- بعض الشواهد والأمثلة على إهلاك الله لمن استهزأ بأنبيائه ورسله، وعباده المؤمنين.. فهاهم قوم نوح عليه السلام لما سخروا من نوح ومن صناعته للسفينة التي أمره الله بصناعتها، أهلكهم وجعلهم عبرة للآخرين قال تعالى: { وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ}[هود: 38-39].
السؤال: ظهر في كثير من المجتمعات الإسلامية الاستهزاء بشعائر الدين الظاهرة، كإعفاء اللحى وتقصير الثياب ونحوهما؛ فهل مثل هذا الاستهزاء بالدين الذي يخرج من الملة؟ وبماذا تنصحون من وقع في مثل هذا الأمر وفقكم الله؟ الجواب: لا ريب أن الاستهزاء بالله ورسوله وبآياته وبشرعه وأحكامه من جملة أنواع الكفر لقول الله : قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ الآية [التوبة:65-66]. ويدخل في ذلك الاستهزاء بالتوحيد أو بالصلاة أو بالزكاة أو الصيام أو الحج أو غير ذلك من أحكام الدين المتفق عليها. أما الاستهزاء بمن يعفي لحيته، أو يقصر ثيابه ويحذر الإسبال، أو نحو ذلك من الأمور التي قد تخفى أحكامها، فهذا فيه تفصيل، والواجب الحذر من ذلك، ونصيحة من يعرف منه شيء من ذلك حتى يتوب إلى الله سبحانه ويلتزم بشرعه، ويحذر الاستهزاء بمن تمسك بالشرع في ذلك، طاعة لله ورسوله ﷺ، وحذرا من غضب الله وعقابه، والردة عن دينه وهو لا يشعر، نسأل الله لنا وللمسلمين جميعًا العافية من كل سوء إنه خير مسئول. والله ولي التوفيق [1]. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (7/ 45).
3 / 3 / 1436, 25/12/2014 التصانيف العلمية: نبذة مختصرة كتاب مترجم إلى اللغة الإندونيسية بين فيه المؤلف أحد نواقض الإسلام وهو الاستهزاء بالدين كما بين المؤلف وجوب دخول الناس فى الاسلام كافة وحذرهم من الاستهزاء بالدين ولو كان على وجه اللعب والمزاح. اختر لغة التصفح
موقع توكيلات الجزيرة, 2024